الثلاثاء، ديسمبر ٣٠، ٢٠٠٨

هل هي عذراء؟؟


إن الصمت لا يعني جهل بما يدور حولنا
ولكن ما يدور حولنا لا يستحق منا الكلام
فكيف لك أن تجرأت أيها الزمن
لترسم الدمع في مقلة العذراء هكذا
وأقحمت في ملامحها تجاعيد قاسية
وطمَسَت كيانها الرقيق
ووجودها القدسي
وأسبغتها بلونك الباهت
في حركاتها في لفتاتها حتى في نظراتها
منها خلق حلم يزرع الجمال في تربة الواقع
هل هي عذراء ؟ أم هي ريح السلام ؟
فكيف لك أن تجرأت أيها الزمن
وغللتها بقيود الحياء
قيود عادات وتقاليد وتقاليع
وتركتها ملقاة هنا تترنح بين حروف وعبارات
لتهب أبديتها بين طيات الكلام
فكيف لك أن تجرأت أيها الزمن
عذراؤك يا زمان خريفية بريئة
غامضة كالحياة
حزينة كالظلام
داكنة كالليل
عتيقة كتلك الكهوف
عميقة كالرحم
كيانها من ضباب شكلتها أساطير الزمن الحالم
هائمة بل معلقة بجدائل من نيران
هل هي عذراء ؟ أم مجرد دخان ؟
فكيف لك أن تجرأت أيها الزمن
فعذراؤك أنثى شاعرة تغازل الكلام
أم أنها الحرف التاسع والعشربن

ومن قيثارتها تسمع غناء الملائكة
ورنين الفضة تحت أقدامها
فكيف لك أن تجرأت أيها الزمن
فعذراؤك بعيونها ينابيع من وصال
حانية هي كلها أمان
خمارها ينساب معلناً نصرة للجمال
هل هي عذراء إذن ؟ أم أنها أبيات شعر ستقال؟؟
فكيف لك أن تجرأت أيها الزمن

الثلاثاء، ديسمبر ١٦، ٢٠٠٨

أمنيات


أمـــنيتي

أن أتعلم

وطريق دفتري صعب

وقلمي صغير

هل سيكون لي يوما

ما يستر عورة قلمي

ستبقى الأمنية ... أمنية

أمشي كالتائهة رثة الثياب

أجوب الحواري وأدخل القفار

أتكئ على قلمي

أمــنيتي

ثوب يسترّ عورتي

وبيتا من البرد يؤويني

وحبيبا أتكئ عليه بدلا من أقلامي

هلْ سأجدّه يوما

ستبقى الأمنية ... أمنية

أمنيـــــتي

أن تلمني الروايات أنا وتلك الأقلام

أصبحت لوحدي ووحدتي

وبقيت ُ أنا بين الورق والأقلام

إن كان ذنبي ما حدث فما ذنب قلمي

إن لم يرّحموني ليتهم يرحمونّ قلمي

هل يفعلون

أم ستبقى الأمنية ... أمنية

أمنيــتي

أن يسألني احد لماذا أبكي ؟

لماذا أنا وحدي حزينة

هل يسألوني

هل يمسحون دموعي ؟

هل يأخذوني في الأحضان ؟

أم ستبقى الأمنية ... أ منية

أمنيتي

كل عام أنتظرها على بابي العتيق

في ذلك العيد سمعت عنه من أقراني

قالوا أنه يأتي بالحب

ويطرق الباب مرة واحدة

ولم أصادفه

لم يطرق بابي

هل سيأتي يوما وألقاه

ستبقى الأمنية ... أمنية

كل يوم أبحث عنه

في قوتي وفي ضعفيفي

ومتعتي وفي سقمي

كم أتمنى أن ارتاح

أن أضحك

وأن أنام ... لكن

هل سيأتي يوما وأرتاح؟

ستبقى الأمنية ... أمنية

تلكَ أمنيتي

ومازالّ في جعبتي أمنيات

الثلاثاء، ديسمبر ٠٢، ٢٠٠٨

هلت ليالي الأنس



هلت ليالي الأنس معك
فدعنا لبعض ندامى

تحلو ليالي السمر وتطول
وقناديل الهوى تعشق الحياة
صعب أن تفوت ليلة من ليالينا
فكيف أن كنا للجسد عراة
وكؤوس الخمر تتمايل سكرا

وكأسي على مر الأيام أراعيه
وأتابع لياليك

وأنت بحضرتي تتغزل بصور العشق وتبدع
وترمي الكؤوس بلا سكر

فأين مني أن ألقاك بلا ليلة حمراء
وأرى الكلام يتلاشي ويختفي مني

من الفرحة بلقائك ساعة
فمن يلقاك عجزت كلماته النطق

وأعود لليلتي وأقول في نفسي
وصلك قريب وأن كان محال

هلت الأقمار تغني لك
وخلاخيل فضة تصدح بالألحان

ما أحلى ضوء القمر على جبين حبيبي
والجو هادئ والنسيم عليل
فتعال نسهر طول ليلتنا
وأهنئ فؤادي بقربك
وأنعم بدفئك والعقل هائم
يفيق بحبك والورد نائم

وموج شعري يناجي أوتار أصابعك شوقا
لأنعم في ظل النعيم وأحكى لكم قصة هوانا
وصلك قريب وأن كان محال
وأسبح في دنيا الخيال
لأرى بعيني وصلك والبدر شاهد

الثلاثاء، نوفمبر ٢٥، ٢٠٠٨

عندما كنت صغيرة



عندما كنت صغيرة .. كان للحياة لون
لون السماء أزرق ، لون النخيل اخضر ولون الحب أحمر
كبرت على أن للحب لون واحد ، لون أحمر
عندما كنت صغيرة كنت أظن أن الحب شيء مقدس شيء خصص للراشدين
شيء محتم لا بد منه ، يزور الأشخاص بحسب العمر
كنت أقرأ للعشاق والعشق وللحب والمحبين
عندما كنت صغيرة .. كان للحياة لون

كنت أرى الحب في كل مكان ، كان ملازما لي ، أخبره قصصي مغامراتي وعن أحلامي
وعندما كبرت أدركت أن الحب هو الذهاب للسينما وانتظار لحظة إطفاء الأنوار .... ليبدأ الحب
في الأفلام ، أو الذهاب للمكتبة والبحث بين الأرفف عن قصص العشاق...ليتجسد الحب
عندما كنت صغيرة .. كانت الحياة مليئة بالألوان ، بالبهجة ، بالسعادة
وعندما كبرت ... بت أراها بلا ألوان

ابيض وأسود بلا سعادة متصلة بل سعادة تكاد تكون موجودة.... أصبحت أرى وجها آخر للحياة
عندما كنت صغيرة .. كانت الصحراء كبيرة ، كانت البحار ممتدة ، وكانت خطواتي صغيرة
وعندما كبرت ... وجدت الصحراء قاحلة ، وصارت البحور كئيبة ، ولم تزال خطواتي صغيرة
عندما كنت صغيرة .. كان لي بيت ، كان لي جيران .. وعندما كبرت تلاشى البيت الآمن وانقرضت الجيران
عندما كنت صغيرة .. كنت أدقق في ملامح الناس تتغير فمنهم من هو كبير في العمر ، ومنهم من هو شيخ مسن ومنهم
من هو طفل رضيع .. وعندما كبرت صرت أدقق بملامحي في المرآة خشيت ظهور خطوط دقيقة ... بقعا قد تكون
صغيرة ومعدومة ، لكنها تسبب لي كوابيس كثيرة

عندما كنت صغيرة .. كنت ألعب مع الريح ، تحت المطر وعندما كبرت صرت أخشى المطر وصارت الريح تلعب بي
يمينا وشمالا ..

عندما كنت صغيرة .. كنت أحلم بالسفر حول العالم ن وعندما كبرت عرفت معنى الغربة ، وآلام الغربة والوحدة

عندما كنت صغيرة ... كان كل شخص لي صديق ، وكنت بريئة وحينما كبرت صارت الحياة مخيفة فلن تعرف من يكون
صديقك ومن يكون ذئبا عليك ، تلاشت البراءة مني ... للبقاء
عندما كنت صغيرة ... كانت أمنيتي أن أصبح كبيرة
والآن أمنيتي أن أعود ..... طفلة صغيرة

الثلاثاء، نوفمبر ١٨، ٢٠٠٨

لا تتعجب !!!



لا تتعجب !!!

فأنا صوتٌ يغرق في بحور الصمت ، بلا جملِ

يختبئ في عباءةِ الوقت ، يترقبُ حروف السماء تصرخ ، تناديك

خواطر... كالراعي تسوق قطعان الحروف وقوافل العبارات

ترفرف فوقها أسراب السنونو تغردُ ، تروي قصة عشق قديم

وينقطع عقد الأفكار، تتناثر حروفي والعبارات على تلك الأوراق

حروفٌ تمشي باستحياء، تحاول تشكيلَ الحلم القديم عن العشق

جئت... من زمنِ اغتيلَ فيه الحب

جئت من قنينة تعود لغابرِ الأزمانْ... من قصصِ ألفِ ليلةٍ وليلةْ، جئت ألملم بقايا الحب لأعود بها...

جئت وكلي ثقةٌ فيك. كلي أملٌ فيك

جئت من أطرافِ الوقت. من الثواني حاملةً أجملَ ما قيل في الحبْ

جاءتك لم يَمْسَسُها إنسٌ ولا جانْ

فلا تعجب حين تراني. أتعرى أمام كتاباتي

أو تراني أسردُ أمور الهوى، أو أن تراني أعاقرُ الحرفَ نشوةً

لا تتعجب !!!

لا تتعجب إن وُجد للصمتِ صوتٌ، أو رأيتَ للنظر تعبيرُ

لا تتعجب !!!

جئت من صوت فيروز ، جئت من نبع الخلود

حلمت بك في صحوتي ، ورأيتك في أحلامي

جئت من المواقد القديمة

جئت مع حبيبات اللؤلؤ

جئت أطلبك ، فلا تعرض

جئت أطلب الحب القديم ، جئت كي حنين

فلا تتعجب !!!

خرجت من الصمت وليدة جديدة لحياة أخرى ، لحياة معك

لا أريد سواك

فلا تتعجب !!!

جئت مع أجراس الكنائس

جئت مع ألوان الحب المنسية

جئت ولا زلت في أحلامك

فلا تتعجب إن وجدتني أمامك

فأنا في نور شمسك

في ضوء قمرك

وأنا في أنفاسك

أقرب منك إليك

فلا تتعجب !!!

إن وجدتني وطن لك

لا تتعجب !!!

الاثنين، نوفمبر ١٠، ٢٠٠٨

تركته هنا ...


تركته هنا....

تركته هنا....

محتار بين آهات وأقلام
وحيدة تجمعها قصاصات الورق
لتعيد المشهد من جديد

تركته هنا....

يكتب ويمزق كل ما هو حزين
يذبل وتذبل والأمطار فيه
ليجمع قطرات الدمع

تركته هنا....
يجمع بقايا أوراق قديمة
ويروي القصص الحزينة
مع أنفاسك ، مع رائحة جسدك

تركته هنا....
مع لوحة رسمت
باللون الأسود
مع أغن
يات فيروز
مع حنين وشوق ينتظر

تركته هما....
والبرد كان في القديم يسعده والآن كاد البرد أن ينهيه
لولا ريح قادمة من بلاد الياسمين والتين
لولا قلم اشتكى إلا أن يحاكيك
لولا لون أبى إلا أن يناجيك
تركته هنا....
قلب بلا روح
جسد بلا مأوى
عقل بلا تفكير
عاطفة كزهرة في كتاب
عين لا تترقب إلا قدومك
تركته هنا....
بين مخالب وأنياب
صحراء قاحلة ترجو غيمة ترويه
سفينة بلا شراع و من غير مرسى
تركته هنا....
قصيدة تبكي تناجيك
ريشة حزينة بلا لون
وأغنية فيروز
لو جيت نهار ع بيتي لقيت انك حبيبي بغيابي جيت
بتشوفن ما مرقو إلا أيديك على هالبيت
كأنك حبيبي أنت وعنيك هلق فليت
جرب فيهن أنا أنساك مقدرت نسيت
يا ريتك هون حبيبي ليت
ويكونون بيدو شمع الليل
واكتب لك على ورقه حتى ما قول
ما بقدر قول
يا ريتك مش رايح
يا ريت بتبقى بتبقى ع طول
تركته هنا....
وما زلت أنا كما كنت ....أنتظرك ، انتظر عودتك

الأربعاء، نوفمبر ٠٥، ٢٠٠٨

يقول لي لم ينسك ...




جلست هناك في ذاك المقهى

وصوت دخان الأراجيل يعم المكان وضوء خافت يكاد أن يضيء

جلس أحدق وأحدق ، ولا اعلم فيما أحدق

تناولت قلمي والورقة ، وجلست أكتب وأكتب

عم السكون في المكان خلف الأقلام جلست هناك أروي قصصي مع الأقلام

انتظرته طويلا ، وطال الانتظار

صرت أراه قريبا مني شيئا فشيئا ، حتى دخل تحت ملابسي

يرتعش جسدي خوف أن يغادرني وتغادرني معه أنفاسي

ترك فنجان قهوته وغاب

لعبت دور اللامبالاة وكان دورها صعب

ابتعدت بفكري كي لا أراه

لكن أبت عيوني إلا أن تراه

توقفت عند جمل لا يراها غيري ، حروف تتطاير كأسراب حمام من نور

ذكرته ولم أنساه حينما قال لم ينسك ...

صمتي عم المكان كله ، حزن غلبني ، دمع سبقني للخروج

ذكرته بقهوتي ، بمنديلي وبعطري

أحن إليه ... أجل أحن إليه ، لا تستغربوا حنيني وهو معي أو كان بعيد فكلاهما يخصني.

اشتقت لسهرات المساء تلك حين يمازحني

حينما تبتسم عيونه ، حينما يقول لي أحبك يا ملاكي

اشتقت لشمسه تنور صباحي

اشتقت لقمره يخاطبني في المساء ، يقول لي لم ينسك ...

اشتقت لدخان أرجيلته ، اشتقت لظله ... آه كم اشتقت لك يا قرة عيني

لم يبق لي غير شوقي ينادمني في المساء ، يخاطبني يقول لي لم ينسك ...

أقلامي كتبت حروف اسمه ، ترجوا أن يراها في القمر

ذكرته في التين والزيتون ، ذكرته في حبات اللؤلؤ حين تلألأت على خدي

في لوحاتي يزورني ، في كتاباتي يغمز لي يقول لي لم ينسك ...

وفي أحلامي ينام معي ، وفي سريري هنا توجد ملامحه في كل مكان

في حرارة شوقي له

في خصلات شعري ، وطعمه ما زال تحت أسناني

هنا لمسني على هذا الخد حين أبكي ، هنا ترك قبلته ورحل ، وقالت لي لم ينسك ...
يا حبيبي لا تطيل السفر فلي شوق فاق أشواق العشاق في ذاك المقهى

وكل صباحي يناديك وعند المساء أضئ شموعي علني أراه بين الحجرات

يتربع على عرشه ، لكنه ليس هناك ، غير برواز حزين يعيش معي

يخاطبني يقول لي لم ينسك ...

الثلاثاء، أكتوبر ٢٨، ٢٠٠٨

ليس معي ... سواك



أسافر مع أسراب الطيور
أهاجر مع بداية فصل الشتاء
أسافر وابحث عنك
عن دفئ فقدته
عن حضنك ، عن حبك
احلق مع الطيور المهاجرة
أجوب بلاد الصمت
انزل في بلاد العجائب
حافية القدمين ، رثة الثياب
وعلى شفتي جرح ، أدماه الزمان
أبحث عن فتات حُبْ
لأشبع قلبي المسروق
ولأطفئ عطش تلك العواطف
واسحب من قلبي ذاك الخنجر
آه منك .... يا زمن الجوع
يا زمان ذرف الدموع

متى سيعود ؟
كي استقر بين يديه
كي أحط في ساحته
سأبقى طائراً مهاجر
حتى يعود ؟
سأبقى في الظلام ، انظر بعضاً من شموعك تنير لي الطريق

متى ستعود ؟؟؟
سأمضي أعد الليالي والأيام
سأستمر بالبحث عنك
أتأملك في ضوء القمر
وأمواج البحر
وهدوء الليل
وغفوة البشر
وعصف الرياح
وحفيف الأوراق
وقطرات المطر
وأراك مع بزوغ الفجر
تتسلل عبر نافذتي
تطبع قبلة على جبهتي
حتى تعود ؟
أنت الحياة ، وأنت الأمل
فماذا افعل بدموع قطرت ، وقلب انفطر ، وحزنا كاد يقتلني

لم يبق لي غيرك أنت ... أيها القمر.
فلعلي أراك في نورك
ولعله يراني في نورك
فليس لي سواك أيها القمر
تبدد ظلامي ، وتزرع الأمل في قلبي
فانشر ضياءك على وجهه
فاني أعلم بأنه يناجيك

أخبره عني ! وطمئنه عني
وقص عليه بحور دمعي
وأخبرني ... يا قمر
متى سيعود ؟

الثلاثاء، أكتوبر ٢١، ٢٠٠٨

ما يوجد تحت الكلام؟!



نحاول أن نعيد حساب الأمس

فسرعان ما تسقط أوراق العمر ، ولن تعود من جديد .. متلونة هي أوراقه ربح وخسارة
ومع كل فصل ربيع جديد في حياتنا سوف تنبت أوراق أخرى
فانظر إلى أوراق عمري ، كيف تتجدد ، لا تذبل
دع عنك ما وجدت على الأرض ، فقد صار منسيا ولا يعني شيئا
إن كنت في الأمس منسية فها أنا الآن بين يديك
وان كان اليوم يجمع أوراقي ويرحل فلك الغد ... لا تحزن على الأمس فلن يعود بنا
ولا اليوم فهو أيضا ... راحل

قد نعتاد على شيء حتى يصبح جزءا منا ونغدو جزءا منه
وقد نتعود على لون ... يفقدنا القدرة على رؤية غيره من ... الألوان
اللون الأسود ... جميل
لكن اللون الأبيض ... أجمل منه
لون السماء ... قد يحرك عند البعض منا المشاعر والخيال
كصفاء زرقته في فصل الربيع
فابحث عن الصفاء ... لحظة
وابحث عن الوفاء ... طول العمر
وتمسك بخيوط الأمل ... وان كانت بعيد والطريق إليها شاق ومتعب
ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيامك .... لأشياء انتهى وقتها وضاعت مع الزمن
إن لم تجد من يسعدك ... حاول أن تسعد نفسك
وإذا لم تجد من ينير لك قنديلك ... فلا تبحث عن آخر ... أطفأه
وان لم تجد من يغرس سنبلة في أيامك
فلا تبحث على من غرس سهما في قلبك
أحيانا ... يغمرنا الحزن حتى نعتاد عليه كي ننسى
غير أن في الحياة أشياء كثيرة يمكنها أن تسعدنا
وحولنا وجوها ... يمكنها في عتمة أيامنا أن تضيء لنا القنديل

فابحث عن قلب يمنحك النور من عنده
فابحث عن قلب كقلبي ينبض فقط من أجلك

لا تبخل بعمرك من أجل إحساس صادق وقلب يحتويك
ولا تهبه لحظة ... من أجل حبيب هارب

لا تسافر إلى الصحارى بحثا عن أزهار جميلة
فلن تجد هناك ... غير أعجاز نخل مر عليها الزمان وطحنتها السنون
لا تنظر إلى الأوراق فقد تغير لونها
وبهتت حروفها وتاهت سطورها بين ألف وياء
ستكتشف الآن أن هذه السطور ... ليست أجمل ما كتب
ولن تكون آخر ما ستكتب
فهي سطور كتبت من أجلك ولم تكن مجرد كلام عابر
لكنها نبض قلب حرفا بعد حرفلا تبحث كثيرا .... فلا يوجد تحت الكلمات كلام

الأربعاء، أكتوبر ٠٨، ٢٠٠٨

قصة ... قصيرة


كل يوم جديد ...
تُولد خاطرةٌ وتنتهي كخاطرةٍ في يوم سابقْ..
أيام تتكرر ، تتجول دونما جديد أو تجديد.
هذا هو شأنها منذ فجر الخليقة ، صراع بين حاضر وماضي...
أصوات تعلو وأصوات تخبو ، إلى أين؟ .... لا ندري!
غرائز تتعاقب ، تتناحر بين هذا وذاك ... بين نعم و لا ...
تجول في بالي ، تساؤلات وخواطر ... القليل من هذا والكثير من ذاك !!
بين اليوم والأمس القريب ... بين خبر كان وأخبار ... بين قلب وعقل
أعود إلى مطلع كتاباتي ، كلماتي ... إلى سطورٍ وقفت هناك ... فوق أطلال العبارات وشواهد الحروف .... وما هي إلا غرائز لا علاقة لها بالجُمل ... ولا بالوقت
قد تكون هي طبيعتنا نُقلل و نزيدْ.... تناقض و تنافر ...نقدم ونؤخر
أو قد يكون الموجب سالب والسالب موجب
ليست هي سوى .... خواطر
وِحدةٌ .... تغرقُ في منتصفِ الكلامْ
أجمعُ النقاطََ على الحروفْ
ارتبُ العبارات .... أجمعُ الكلماتْ
أطالِعُكَ ... في سطوري
أتفقدُكَ ... بين الجمل
أراكَ .... هناكْ ، مختبئاً في حروف اسمكْ.
أحاولُ فك رموز ... رحيلك
أحاولُ ، وأحاولُ ... دون جدوى ، فقد صار رحيلكَ .... واقعاً
تركت نفسي هنا معك .... في سطوري
أخذتُ بعضاً منك ... معي ، وأخذتَ بعضاً مني ... معك
أنا أعلم أني اخترت بداية الطريق ... إليكْ
حررت مشاعري ... وأعدْتُ حساباتي
ليس ملل ... ولا تقلب مزاج
إنه قرارٌ اتخذته ... وسرتُ على دربه
درب لعنة ، أم درب خواطر جديد
افتعلت اللامبالاة .... أخفيتُ ملامحاً قد تظهر، لعبت دور البطولة
أدّعيت البطولةَ ... وأنا قصةٌ قصيرة
أدّعيت القوة ... وأنا صمتٌ تائه لم يجد مساره ... بعد
تركتُ آثاراً هنا وأيضا هناك لكن ... مع الوقت اختفت
ليعلم كل من نظرَ من زاويتي
ليعلم كل من نظرَ في صفحتي هذه....
إن الحب لا يصنع السعادة للآخرين ، بل أنت من تصنع السعادة ...
مررت بالكثير ، قرأت وقرأت العديد من القصص ، التقيت بأبطالها ... حتى أني حاورتهم ، لا بل جادلتهم .... لكنهم كانوا كالماء ينساب من بين أصابعي ، لا استطيع التحكم بهم ...
لهذا تركتهم ، ورحلت
رحلت مع الزمان ، عند ذاك المكان حين لعبت دوري في قصتي ، سوف أسير فيه سأمشي بدربي ساعة بساعة ... حتى تنتهي القصة


الأربعاء، أغسطس ٢٧، ٢٠٠٨

لا شيء يشبهك أنت



أقلبُ صفحاتي

أقرؤها بتمعنٍ

أنغمسُ في طقوسها وتفاصيلها

أحاورُ شخوصها وأبطالها

أتوقفُ عند صفحاتها الأخيرة

أعيدُ قراءتها مرات ومرات

أسافر في عهدكِ


فأكتشفُ أن لا شيء في حكايتي يشبهك أنت


أقلب أحاسيس القلب

أستحضر وجوهاً مرت بهذا القلب

أفتش بين أكوام الأحاسيس المختلفة

أزيل الغبار عن مشاعر كانت مشتعلة في قلبي يوما

فلا ألمح سوى حنيني إليك

ولا يجيبني سوى شوقي لعينيك


فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت


أقلب أكوام همومي

أعبث بهمومٍ انطفأتْ منذ زمن

أضيئها كالمصابيح

أعيدها إلى الاشتعال

واقلب أحزان قلبي عن أحزان قتلتني وأحزان شوهت زوايا الفرح بي


فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت


أقلب صناديق أحلامي

أصافح حلما عاش في خيالي

وأقبل وجنة حلم نما كالجنين في دمي

وأمسح جبين حلم يتكئ في داخلي على عصاه كالشيخ المسن

وأمد يدي إلى حلم يستند إلى جدارالقلب كالمهزوم

وأجمع شتات حلم مبعثر بجنون

وأعاود الطيران مع حلم اعتدت الطيران فوق جناحيه إليك


فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت


أقلب جيوب الليالي

أفتش في معطف مساء اعتاد أن يهديك لي

وأعاتب مساء كان يهديني غيابك

واستحضر مساء كان يأتي بك

وأشطب مساء كان يأتي خالي اليدين منك

وأسترحم مساء يأتي متضخما بالحنين إليك

وأتجاهل مساء يلحُّ بالسؤال عنك

وأبكي في حضرة مساء مضى بك ولم يعد


فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت


أقلب دفاتر العمر

أقرأ عناوين الأيام

وأترجم حروف الليالي

وأفسر طلاسم الحزن

وأبرر غياب الفرح

وأرسم صورتك فوق الغلاف

وأضع اسمك عنوانا للعمر الجميل

وأقرؤك قبل النوم حكاية

وأقرؤك بعد النوم حلما


فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت


لن أسألك

لماذا لا يشبهك شيء ؟

وحدي من يملكُ الإجابة

ربما..

لأني وحدي اعلم من أمر وجودكِ بي ما لا يعلمه سواي

كم ! يرعبني المساء

حين يأتي .. ولا تأتي

ويقتلني المساء

حين تأتي... ولا تأتي

الثلاثاء، أغسطس ١٩، ٢٠٠٨

عازف الناي


عازف الناي

ها هو يجلس هناك كالعادة

عند الشرفة يعزف الناي
ليكن ذلك اللحن أبطأ على جسدي

وبكل نغمة يخلع بها قطعة مني

فموسيقاه تلامس ما لا أعبر عنه

لتكشف عن ما أشعر به

بينما نتعانق أنا وأنت
لنكتشف بعضنا

وقلبان لا يكفان ولا يكتفيان

بدايتهُ رعشةٌ في الحروف

وآخرهُ عطشٌ لا يروى

كم قلتُ يكفي

لكن الوقت لا يكتفي

يا عازف الناي

ارحل من هنا الآن فقد رفضتُ تقمّص لحنك القديم

ومللت الجلوس على حائط الليل

أبكي فتات روحي

فقد ضقت ذرعا من اسمي الحزين

فأخفيت اسمي الحزين بعباءتي السوداء

ألا أستحق منك ربيعا ليومي

أو خريفاً معك انهي به أيامي

تحت سقف السماء

والى نهاية الزمان

الثلاثاء، أغسطس ١٢، ٢٠٠٨

خمر الحرف ..... ونشوة الكلمة


أشرب كاسي اليوم


ومن أسراب العذاب


حبك لا شفاء منه


حبك عاصفة هزت كياني الشامخ


فأوجعت روحي وجعاً هائلا وجعلني بقايا محطمة


أمن المخجل حبك لي أم من المخجل أنك تحبني؟!


متى سأصبح قهوة صباحك


وخبز إفطارك


فعندما ينطفئ العمر


تغزو الوحدة قلوبنا


وتلجأ نحو صدري حيث يسقط قناع وجهي الحازم


وتغمر عيوني دموع حارقة


سلاماً لك حبيبي فقد وصلت إلى شرفة القلب


تلقي التحية ثم تغيب مع المساء


وأعود أنا إلى جليد وحدتي


أجتر أنفاسي الغاصة


سلاماً لكل الصمت الذي قيل


ولكل الحروف النائمة سلام


وللدفء الذي كان وللبرد الذي سيكون


سلاماً عليك حين تحدثت للكأس عني


وبين يدي سمعت يداك تقطراً بكلام من عنبر وعود


سلاماً لكل الذي راح


وكل الذي لم تقله يدانا


فأكتم صوت انكسر داخلي


ودمعة حارت تبكي


مذهولة في الطريق


تسأل هل غادر القلب أم غادرتني يداك؟

الثلاثاء، أغسطس ٠٥، ٢٠٠٨

علامة استفهام ....؟


هذه الليلة تاهت كل حروفي

وتلاشى جمال عباراتي

وعقلي الساذج لا يستوعب ما قد حدث

وإعصار اجتاح سكوني

وشتلات حروفي اجتثت

لم تطاوعني حروفي الأولى وزوايا الأوراق

كم استعطفت مخاطبتها

أنا الملامة

لي زماني وللزمان قيامة

ليس متى؟

فتلك معالم لا أعرفها

ولا اللحن يفصح بما يخالج عواطفي

ولا الروائح العطرة في قناني العطراعتاد عليها أنفي

البقايا مبعثرة

وعلامة اسـتفهام واضحة؟

وركني متشح السواد كالمأتم

هنا يحق لي الارتجال أنا الآثمة دون سـتار

وأنا الآلام المباحة

ما أنا إلا تعجب ثقيل الظل

ولفحة قاتمة اللون

وما أنا إلا استسلام آخر..... وانهزام ذليل

أنا الوحدة القاتلة

أنا الجنون المدرك لخطورة العقل

وأنا الفقيه الأجدب الخالي من الإحسـاس

فانية أنا

معبودة العصور الأولى آلهة الحب والجمال

وأنت الطرف الأخر في كوني

الجزيرة المهجورة بدوني

أنا الألم والخيال

أنا اللوحة المرسومة من موائد عالم أول

أنا إحدى قوانين الطبيعة المظلمة

وأنت صورة القاعدة

كلما تزعزعت كلما زاد تصلبك

أنت الروح ...وأغنيتي المنشـودة

النشـوة... منك وقهر الضعف والقوة التي تتمناها

أنت الفرار

الهروب لا تعرف الاستسلام والضعف في زمن القرار

أنت الحاجة المرجوة

أنت الخروج عن النص

أنت من تغادر المقاعد الأولى

وتتفانى في عرض رجولتك

في زمن غلب فيه العقل على العضل

كم أنا ساذجة

زرعت الغيرة في أرض جرداء

وسهرت الأمسـيات

ولم ابحث سوى عن بلوغ الكمال لديك

ونحن إذ نبكي أنا ودمعي أنسى من أكون؟

ما أنا ألا تتمة لسلسلة البشرية

وللحاجة لك

أما أنت!

ففي بلادي كل صباح صباحك

في زوايا الدار

والأقبية الصغيرة

في أركان الطرقات

في السراديب والزقاق ....وفي اسـتقرار القمر وفوق السحاب

كم أرغب فيك لأجلي

عندما التقينا وسحر العينين والفرحة الثغر معك

تاهت كل حروفي

وتفككت حروف عباراتي

وعقلي الساذج لا يستوعب

ما قد حدث

كم رغبت بكفي النسيم الذي يلف صدري

في قسـوة الأنفاس

ووحشـة الحال

كم أرغب بالخلود عندك

وفي أوج رغبتي

كالبرق في ليل قاتم

تسأل سؤال؟

دون وجودي الحسي

صوت مسـلوب حتى الرمق

في غياب القرار

كم أرغب تقبيلك

فلا يكفي لسـتر عورتي

أو لرسـم صورة فارس آخر

أحبك ولا أجرؤ على لفظها

مكانها هنا

في القلب كالمحرمات العشـر في الإنجيل

لا شـك فيها

أنت خلاصي وحدك ملاذي الأخيرالحلم الآخر

يا أيقونتي

تراك تستغرب النداء؟

حينها يتصاعد دخانك الأبيض بالفؤاد

وعجزي المزعوم يمنعني عن الكلام

لإعلان رغبتي

في نحسي المتربص

ومرة أخرى في شـوارع مدينتي

أعجز في رسـم اللحظات

والخوف يبادر في الظهورأعجز حتى في رسـم معالم الحرف

فيّ شـوق لك

لكل ما تملك وما لا تملك

لأصوات نبضات قلبك تمزق مدينتي إلى أشـلاء

وأماكن حبي الأولى

والخريف داكن في احمرار

في نظرات الناس

لكل من فارقته ...أو تركني وحدي

في نحسي المحتم

كم أرتعب من النوم كي لا أنسـى

كي لا تفر مني كل الأماكن المتبقية لي

والأغنيات العفوية

كي لا أفقدك

كم أعيش لدنياك

وكم أحيا لأجلك

وأنت كما أنت

حبك بدائي

تجلس هناك في ركن هدوئك

تتلبس كل عواطفي الراغبة في تلبـسـك المحموم

وفي انتشاري ...تبعثرني حتى حدودك كلها

الثلاثاء، يوليو ٢٩، ٢٠٠٨

فوضى قلم...



وتعود الفوضى

إلى أقلامي من جديد
وأعود إلى مقعدي
واقرب أقلامي مني
وأوراقي أرتبها من حولي
واكتب أول السطور
يومض في حياتك دون سابق إنذار
فيمطر حسّا وشعورا
ليغسل روحي المتعبة
ويغزل من يومي طيفا ويلوّن حياتي
فيستحيل الحزن فرحا
والألم لذة
الحب هو أن تحبه كما هو
فلا تأمل أن تغير فيه أو يغيرنا
تراه بدرا عاليا منيرا
فتنسى كونه هلالا أو محاقا في يوم مضى
الحب هو أن تغفر لمن تحب أخطاءه الصغيرة
حتى تتمتع بفضائله الكبيرة
أن تتجاهل ما لا تحب في من تحب
وتنسج من فضائله ثوبا يستر روحك عن صغار ذنوبه
الحب هو أن تكون بحرا تهب كنوزك من تحب
وتغسل أمواجك همومه
وتعطيه أملا لا ينضب
فتصبحان كالبحر والشاطئ لا يفترقان
الحب هو أن تسمع لمن تحب وتترك له فسحة من نور
ليهدي ليلك نجوما وأقمارا
ونهارك شمسا وطيورا
الحب هو أن تكون والجنون ليلا ونهارا لا يجتمعان
فالحب يسمو بالقلب والعـقل دوما
الحب هو أن تؤمن بمن تحب وتذوب فيه صدقا وإخلاصا
حتى يذوب الصدق والإخلاص فيك
هو أن تهدي من تحب جناحا ليطير معك
لا أن تعطيه قفصا يسكنه
فخيط رفيع بين الحب والتملك
الحب هو أن لا تجعل حبه العميق الذي يكنه لك
يبني غرورا ونشوة في نفسك
فتحطم معنى جميلا
وتحدث شرخا
وتميت مشاعر عظيمة احتواها قلب من تحب
هو أن تتخلى قليلا عن كبريائك لأجل من تحب
فكم من حب ذرته رياح الكبرياء
فأصبح أطلالا وذكرى تبكيها القلوب المحطمة
الحب هو أن لا تجرح من تحب
لأن جرحه يجرحك وبكاؤه يبكيك
وأن لا تعطي للفراق فرصة
ولا للألم والحزن وجودا
ولا للجروح طريقا لقلبك وقلب من تحب
الحب كالوردة إن سقيتها وأحطتها بالرعاية
وكورقة الخريف الذابلة إن أهملتها
فتغدو حياتك أرقاما وأوراقا خاوية
بقلب ينبض ليعيش الجسد

الاثنين، يوليو ٢١، ٢٠٠٨

من ... رحلتي



مقهى في آخر الطريق

جلست أحدق بأوراقي التي بدت غريبة للوهلة الأولى

الساعة الآن تشير إلى الثانية عشر وخمس دقائق ..... بتوقيت سلطنة عُمان

وها هو الجرسون الأنيق

يرسم على وجهه ابتسامة

بادلته الابتسامة ... دليل الرضا

وقد طلبت قهوتي ...... وأرجيلتي

نفثت من الأرجيلة دخان... متناسية فيه من حولي

لتأخذني برحلة خلف الدخان الأزرق

وها هو نفس الجرسون قد وضع قهوتي أمامي ... لم ألاحظه...!

فقد تهت في ترانيم فيروز حين غنت

أنا عندي حنين ما بعرف لمين .....

تدافعت معها دمعة ظلت حبيسة مقلتي

فجأة.....!

تداركت أمر أرجيلتي التي استنجدت تطلب جمرا

ضحكت بصوت عال ... يا لسذاجتي

متجاهلة كل من حولي

فتناولت قلمي وكتبتك

لأخمد ثورة كلماتي

رتبت أفكاري ولملمت بقايا كلماتي المبعثرة

ورحت أكتب وأكتب

لم انتبه للوقت

نظرت إلى قهوتي

يا الله .... لقد بردت

يا لسذاجتي

فأخذت أوراقي وأقلامي ..... وتركت المكان

وما زالت قهوتي هناك .... باردة

الثلاثاء، يوليو ٠١، ٢٠٠٨

الساعة الواحدة بعد منتصف الليل


الساعة الواحدة بعد منتصف الليل

حب وجنس

وجهان لعملة واحدة

اسمها ......

غفوة وغفلة

رقص وامتناع

راقصة بلا جسد


تتعرى أمام العراة


تتحدى سوء الحال


بلا روح ولا إحساس


تتراقص وعلى شطان آهات


لترتمي وقت الغروب ...على صخور الوحدة لتعانق أنفاسها... وتهدئ من روعها


فلا مؤنس لجسدها...سوى جسدها


ولا رفيق لرعش حرقتها .. إلا هدبها والقلم


أمست... في غياهب الورق أطلال باهتة حزينة


توأم هي لك ...


يا حزن أيها الساكن أحداق النجوم تريث قليلا


فقد أدمنت الركون... في حانات الأنين


وبللت روحها بألم وانصهار الجفون


توأم ...لو أنها عانقت الطيور الراحلة.... ورحلت


لكنها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل



هذيان القلم بها مسموح



وصراع الأفكار عندها مولود.....

الثلاثاء، يونيو ٢٤، ٢٠٠٨

من ذاكرة جسد


أجساد لكل زمان

أجساد لكل مكان

أجساد ميتة

قابعة

منتظرة

بيضاء .. سمراء.. سوداء

غضة.. هرمة.. نضرة

أجساد تتبادل النصر والخسارة

أجساد لمحوِ الحظ

وترسم الخط

أجساد تركض في البلاد لحفل مماثل للنهايات

أجساد بأسماء وأوصاف كثيرة

متسللة بين الجماهير الغفيرة

تقلد عقبان تحوم بدوائر فوق الجيف

لتنثر البرد في الأجساد العارية

لتكون كالوحش يصادف فرصة ثمينة

أجساد للنعيم باب

أجساد لنعيق الغربان فزّاعات

للخوف من طريقِ السراب

ورسمِ مسيح آخر مصلوب

أجساد ممتدة في الطرقات

منتشرة مع كل الخطوات

بين الحانات وفي سراديب الجنس المظلمة

أجساد مائية.. ترابية.. هوائية.. نارية

مهزومة

مرسومة

ممحوة

منسية

مذكورة

أجساد لملء السطر أمام العيون العابرة

لتعبئة الفراغات بين سطور الجريدة

أجساد ممنوعةً من الخروج عن المقال

أجساد بالخريطة محددة للاستعمال من جديد

سأجلس هنا ثملة أتذكر بعضي المفقود

كتلميذة في الصف الأول

كحقل قمح وقت الغروب

سأعاقر نسياني خمرا

ورحابتي نديمي مع الكأس

لتضيق بي الدنيا وأضيق كي أفرغ كل هذا الثقل المكبوب على جسدي

وأركب أوراقي وأرحل

وكل الأجساد تخططَ للحاقي

بعضها فوق بعض

تملؤها الندوب المتقرحة

ونظرات من كل عين

ومن كل يد

ومن كل بلد

ترحل معي لتموت بين سطوري

وفي خيالي

ويجف قلمي معلنا نهايتي

ونهاية أجسادي

الثلاثاء، يونيو ١٧، ٢٠٠٨

وما زال البحث قائم



بصمتي تارة

وبصمتك تارة أُخرى

تغمر روحي نشوى

ألعق من أحباري الجمل

لأكمل البحث عن حقيقتي

عن سر تكويني

أنا كخرزات مسبحة في يد كاهن متعبد

أصف حوارات دارت بين شكي ويقيني

تتجادل بين هذا وذاك

كليلة أنكرتها النجمات

تطفو في شراييني

تتوٌحد فيٌ أتوٌحد فيها

كل الأشياء دون كلماتي

لا تعنيني

أفارقها أحيانا

وتفارقني أحيانا

وفي الأخير نلتقي بكلمة واحدة

أنا …. وأنت

وفي منتصف الفراغ يقف البحث بلا ظل

وبين الحينِ والحينِ يتصارع في عشق الكلمات

فيصبح ثالثنا النبض

بحزنه القابع في أضلعي يناديني

بحزنه الغارق في دمعي يناديك

ومتاهة منها أخذت ملامحي

ونسجت منها ردائي البالي

حينها تراني وحيدة في عراء الوقت

أراقص طيفك

أناجيك بحيرتي بسكرتي

بذلك الليل حين يسألني عنك

فأجيبه بأنيني

قد غادر يا صاحبي

كطير يحوم فوق عش صغير

فبنى من ضلوعي جسرا لدمعي

أعبر عليها بشوقي وحنيني

وجمرة من هذا السؤال؟

كانت الشرارة الأولى بين شكي ويقيني

وبذكرى الأمس تكويني

وأنا كمن يبحث عن سر الحياة في المقابر

ومازلت ابحث

عن سر الحزن في تكويني