الثلاثاء، نوفمبر ٢٥، ٢٠٠٨

عندما كنت صغيرة



عندما كنت صغيرة .. كان للحياة لون
لون السماء أزرق ، لون النخيل اخضر ولون الحب أحمر
كبرت على أن للحب لون واحد ، لون أحمر
عندما كنت صغيرة كنت أظن أن الحب شيء مقدس شيء خصص للراشدين
شيء محتم لا بد منه ، يزور الأشخاص بحسب العمر
كنت أقرأ للعشاق والعشق وللحب والمحبين
عندما كنت صغيرة .. كان للحياة لون

كنت أرى الحب في كل مكان ، كان ملازما لي ، أخبره قصصي مغامراتي وعن أحلامي
وعندما كبرت أدركت أن الحب هو الذهاب للسينما وانتظار لحظة إطفاء الأنوار .... ليبدأ الحب
في الأفلام ، أو الذهاب للمكتبة والبحث بين الأرفف عن قصص العشاق...ليتجسد الحب
عندما كنت صغيرة .. كانت الحياة مليئة بالألوان ، بالبهجة ، بالسعادة
وعندما كبرت ... بت أراها بلا ألوان

ابيض وأسود بلا سعادة متصلة بل سعادة تكاد تكون موجودة.... أصبحت أرى وجها آخر للحياة
عندما كنت صغيرة .. كانت الصحراء كبيرة ، كانت البحار ممتدة ، وكانت خطواتي صغيرة
وعندما كبرت ... وجدت الصحراء قاحلة ، وصارت البحور كئيبة ، ولم تزال خطواتي صغيرة
عندما كنت صغيرة .. كان لي بيت ، كان لي جيران .. وعندما كبرت تلاشى البيت الآمن وانقرضت الجيران
عندما كنت صغيرة .. كنت أدقق في ملامح الناس تتغير فمنهم من هو كبير في العمر ، ومنهم من هو شيخ مسن ومنهم
من هو طفل رضيع .. وعندما كبرت صرت أدقق بملامحي في المرآة خشيت ظهور خطوط دقيقة ... بقعا قد تكون
صغيرة ومعدومة ، لكنها تسبب لي كوابيس كثيرة

عندما كنت صغيرة .. كنت ألعب مع الريح ، تحت المطر وعندما كبرت صرت أخشى المطر وصارت الريح تلعب بي
يمينا وشمالا ..

عندما كنت صغيرة .. كنت أحلم بالسفر حول العالم ن وعندما كبرت عرفت معنى الغربة ، وآلام الغربة والوحدة

عندما كنت صغيرة ... كان كل شخص لي صديق ، وكنت بريئة وحينما كبرت صارت الحياة مخيفة فلن تعرف من يكون
صديقك ومن يكون ذئبا عليك ، تلاشت البراءة مني ... للبقاء
عندما كنت صغيرة ... كانت أمنيتي أن أصبح كبيرة
والآن أمنيتي أن أعود ..... طفلة صغيرة

الثلاثاء، نوفمبر ١٨، ٢٠٠٨

لا تتعجب !!!



لا تتعجب !!!

فأنا صوتٌ يغرق في بحور الصمت ، بلا جملِ

يختبئ في عباءةِ الوقت ، يترقبُ حروف السماء تصرخ ، تناديك

خواطر... كالراعي تسوق قطعان الحروف وقوافل العبارات

ترفرف فوقها أسراب السنونو تغردُ ، تروي قصة عشق قديم

وينقطع عقد الأفكار، تتناثر حروفي والعبارات على تلك الأوراق

حروفٌ تمشي باستحياء، تحاول تشكيلَ الحلم القديم عن العشق

جئت... من زمنِ اغتيلَ فيه الحب

جئت من قنينة تعود لغابرِ الأزمانْ... من قصصِ ألفِ ليلةٍ وليلةْ، جئت ألملم بقايا الحب لأعود بها...

جئت وكلي ثقةٌ فيك. كلي أملٌ فيك

جئت من أطرافِ الوقت. من الثواني حاملةً أجملَ ما قيل في الحبْ

جاءتك لم يَمْسَسُها إنسٌ ولا جانْ

فلا تعجب حين تراني. أتعرى أمام كتاباتي

أو تراني أسردُ أمور الهوى، أو أن تراني أعاقرُ الحرفَ نشوةً

لا تتعجب !!!

لا تتعجب إن وُجد للصمتِ صوتٌ، أو رأيتَ للنظر تعبيرُ

لا تتعجب !!!

جئت من صوت فيروز ، جئت من نبع الخلود

حلمت بك في صحوتي ، ورأيتك في أحلامي

جئت من المواقد القديمة

جئت مع حبيبات اللؤلؤ

جئت أطلبك ، فلا تعرض

جئت أطلب الحب القديم ، جئت كي حنين

فلا تتعجب !!!

خرجت من الصمت وليدة جديدة لحياة أخرى ، لحياة معك

لا أريد سواك

فلا تتعجب !!!

جئت مع أجراس الكنائس

جئت مع ألوان الحب المنسية

جئت ولا زلت في أحلامك

فلا تتعجب إن وجدتني أمامك

فأنا في نور شمسك

في ضوء قمرك

وأنا في أنفاسك

أقرب منك إليك

فلا تتعجب !!!

إن وجدتني وطن لك

لا تتعجب !!!

الاثنين، نوفمبر ١٠، ٢٠٠٨

تركته هنا ...


تركته هنا....

تركته هنا....

محتار بين آهات وأقلام
وحيدة تجمعها قصاصات الورق
لتعيد المشهد من جديد

تركته هنا....

يكتب ويمزق كل ما هو حزين
يذبل وتذبل والأمطار فيه
ليجمع قطرات الدمع

تركته هنا....
يجمع بقايا أوراق قديمة
ويروي القصص الحزينة
مع أنفاسك ، مع رائحة جسدك

تركته هنا....
مع لوحة رسمت
باللون الأسود
مع أغن
يات فيروز
مع حنين وشوق ينتظر

تركته هما....
والبرد كان في القديم يسعده والآن كاد البرد أن ينهيه
لولا ريح قادمة من بلاد الياسمين والتين
لولا قلم اشتكى إلا أن يحاكيك
لولا لون أبى إلا أن يناجيك
تركته هنا....
قلب بلا روح
جسد بلا مأوى
عقل بلا تفكير
عاطفة كزهرة في كتاب
عين لا تترقب إلا قدومك
تركته هنا....
بين مخالب وأنياب
صحراء قاحلة ترجو غيمة ترويه
سفينة بلا شراع و من غير مرسى
تركته هنا....
قصيدة تبكي تناجيك
ريشة حزينة بلا لون
وأغنية فيروز
لو جيت نهار ع بيتي لقيت انك حبيبي بغيابي جيت
بتشوفن ما مرقو إلا أيديك على هالبيت
كأنك حبيبي أنت وعنيك هلق فليت
جرب فيهن أنا أنساك مقدرت نسيت
يا ريتك هون حبيبي ليت
ويكونون بيدو شمع الليل
واكتب لك على ورقه حتى ما قول
ما بقدر قول
يا ريتك مش رايح
يا ريت بتبقى بتبقى ع طول
تركته هنا....
وما زلت أنا كما كنت ....أنتظرك ، انتظر عودتك

الأربعاء، نوفمبر ٠٥، ٢٠٠٨

يقول لي لم ينسك ...




جلست هناك في ذاك المقهى

وصوت دخان الأراجيل يعم المكان وضوء خافت يكاد أن يضيء

جلس أحدق وأحدق ، ولا اعلم فيما أحدق

تناولت قلمي والورقة ، وجلست أكتب وأكتب

عم السكون في المكان خلف الأقلام جلست هناك أروي قصصي مع الأقلام

انتظرته طويلا ، وطال الانتظار

صرت أراه قريبا مني شيئا فشيئا ، حتى دخل تحت ملابسي

يرتعش جسدي خوف أن يغادرني وتغادرني معه أنفاسي

ترك فنجان قهوته وغاب

لعبت دور اللامبالاة وكان دورها صعب

ابتعدت بفكري كي لا أراه

لكن أبت عيوني إلا أن تراه

توقفت عند جمل لا يراها غيري ، حروف تتطاير كأسراب حمام من نور

ذكرته ولم أنساه حينما قال لم ينسك ...

صمتي عم المكان كله ، حزن غلبني ، دمع سبقني للخروج

ذكرته بقهوتي ، بمنديلي وبعطري

أحن إليه ... أجل أحن إليه ، لا تستغربوا حنيني وهو معي أو كان بعيد فكلاهما يخصني.

اشتقت لسهرات المساء تلك حين يمازحني

حينما تبتسم عيونه ، حينما يقول لي أحبك يا ملاكي

اشتقت لشمسه تنور صباحي

اشتقت لقمره يخاطبني في المساء ، يقول لي لم ينسك ...

اشتقت لدخان أرجيلته ، اشتقت لظله ... آه كم اشتقت لك يا قرة عيني

لم يبق لي غير شوقي ينادمني في المساء ، يخاطبني يقول لي لم ينسك ...

أقلامي كتبت حروف اسمه ، ترجوا أن يراها في القمر

ذكرته في التين والزيتون ، ذكرته في حبات اللؤلؤ حين تلألأت على خدي

في لوحاتي يزورني ، في كتاباتي يغمز لي يقول لي لم ينسك ...

وفي أحلامي ينام معي ، وفي سريري هنا توجد ملامحه في كل مكان

في حرارة شوقي له

في خصلات شعري ، وطعمه ما زال تحت أسناني

هنا لمسني على هذا الخد حين أبكي ، هنا ترك قبلته ورحل ، وقالت لي لم ينسك ...
يا حبيبي لا تطيل السفر فلي شوق فاق أشواق العشاق في ذاك المقهى

وكل صباحي يناديك وعند المساء أضئ شموعي علني أراه بين الحجرات

يتربع على عرشه ، لكنه ليس هناك ، غير برواز حزين يعيش معي

يخاطبني يقول لي لم ينسك ...