الأربعاء، أغسطس ٢٧، ٢٠٠٨

لا شيء يشبهك أنت



أقلبُ صفحاتي

أقرؤها بتمعنٍ

أنغمسُ في طقوسها وتفاصيلها

أحاورُ شخوصها وأبطالها

أتوقفُ عند صفحاتها الأخيرة

أعيدُ قراءتها مرات ومرات

أسافر في عهدكِ


فأكتشفُ أن لا شيء في حكايتي يشبهك أنت


أقلب أحاسيس القلب

أستحضر وجوهاً مرت بهذا القلب

أفتش بين أكوام الأحاسيس المختلفة

أزيل الغبار عن مشاعر كانت مشتعلة في قلبي يوما

فلا ألمح سوى حنيني إليك

ولا يجيبني سوى شوقي لعينيك


فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت


أقلب أكوام همومي

أعبث بهمومٍ انطفأتْ منذ زمن

أضيئها كالمصابيح

أعيدها إلى الاشتعال

واقلب أحزان قلبي عن أحزان قتلتني وأحزان شوهت زوايا الفرح بي


فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت


أقلب صناديق أحلامي

أصافح حلما عاش في خيالي

وأقبل وجنة حلم نما كالجنين في دمي

وأمسح جبين حلم يتكئ في داخلي على عصاه كالشيخ المسن

وأمد يدي إلى حلم يستند إلى جدارالقلب كالمهزوم

وأجمع شتات حلم مبعثر بجنون

وأعاود الطيران مع حلم اعتدت الطيران فوق جناحيه إليك


فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت


أقلب جيوب الليالي

أفتش في معطف مساء اعتاد أن يهديك لي

وأعاتب مساء كان يهديني غيابك

واستحضر مساء كان يأتي بك

وأشطب مساء كان يأتي خالي اليدين منك

وأسترحم مساء يأتي متضخما بالحنين إليك

وأتجاهل مساء يلحُّ بالسؤال عنك

وأبكي في حضرة مساء مضى بك ولم يعد


فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت


أقلب دفاتر العمر

أقرأ عناوين الأيام

وأترجم حروف الليالي

وأفسر طلاسم الحزن

وأبرر غياب الفرح

وأرسم صورتك فوق الغلاف

وأضع اسمك عنوانا للعمر الجميل

وأقرؤك قبل النوم حكاية

وأقرؤك بعد النوم حلما


فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت


لن أسألك

لماذا لا يشبهك شيء ؟

وحدي من يملكُ الإجابة

ربما..

لأني وحدي اعلم من أمر وجودكِ بي ما لا يعلمه سواي

كم ! يرعبني المساء

حين يأتي .. ولا تأتي

ويقتلني المساء

حين تأتي... ولا تأتي

الثلاثاء، أغسطس ١٩، ٢٠٠٨

عازف الناي


عازف الناي

ها هو يجلس هناك كالعادة

عند الشرفة يعزف الناي
ليكن ذلك اللحن أبطأ على جسدي

وبكل نغمة يخلع بها قطعة مني

فموسيقاه تلامس ما لا أعبر عنه

لتكشف عن ما أشعر به

بينما نتعانق أنا وأنت
لنكتشف بعضنا

وقلبان لا يكفان ولا يكتفيان

بدايتهُ رعشةٌ في الحروف

وآخرهُ عطشٌ لا يروى

كم قلتُ يكفي

لكن الوقت لا يكتفي

يا عازف الناي

ارحل من هنا الآن فقد رفضتُ تقمّص لحنك القديم

ومللت الجلوس على حائط الليل

أبكي فتات روحي

فقد ضقت ذرعا من اسمي الحزين

فأخفيت اسمي الحزين بعباءتي السوداء

ألا أستحق منك ربيعا ليومي

أو خريفاً معك انهي به أيامي

تحت سقف السماء

والى نهاية الزمان

الثلاثاء، أغسطس ١٢، ٢٠٠٨

خمر الحرف ..... ونشوة الكلمة


أشرب كاسي اليوم


ومن أسراب العذاب


حبك لا شفاء منه


حبك عاصفة هزت كياني الشامخ


فأوجعت روحي وجعاً هائلا وجعلني بقايا محطمة


أمن المخجل حبك لي أم من المخجل أنك تحبني؟!


متى سأصبح قهوة صباحك


وخبز إفطارك


فعندما ينطفئ العمر


تغزو الوحدة قلوبنا


وتلجأ نحو صدري حيث يسقط قناع وجهي الحازم


وتغمر عيوني دموع حارقة


سلاماً لك حبيبي فقد وصلت إلى شرفة القلب


تلقي التحية ثم تغيب مع المساء


وأعود أنا إلى جليد وحدتي


أجتر أنفاسي الغاصة


سلاماً لكل الصمت الذي قيل


ولكل الحروف النائمة سلام


وللدفء الذي كان وللبرد الذي سيكون


سلاماً عليك حين تحدثت للكأس عني


وبين يدي سمعت يداك تقطراً بكلام من عنبر وعود


سلاماً لكل الذي راح


وكل الذي لم تقله يدانا


فأكتم صوت انكسر داخلي


ودمعة حارت تبكي


مذهولة في الطريق


تسأل هل غادر القلب أم غادرتني يداك؟

الثلاثاء، أغسطس ٠٥، ٢٠٠٨

علامة استفهام ....؟


هذه الليلة تاهت كل حروفي

وتلاشى جمال عباراتي

وعقلي الساذج لا يستوعب ما قد حدث

وإعصار اجتاح سكوني

وشتلات حروفي اجتثت

لم تطاوعني حروفي الأولى وزوايا الأوراق

كم استعطفت مخاطبتها

أنا الملامة

لي زماني وللزمان قيامة

ليس متى؟

فتلك معالم لا أعرفها

ولا اللحن يفصح بما يخالج عواطفي

ولا الروائح العطرة في قناني العطراعتاد عليها أنفي

البقايا مبعثرة

وعلامة اسـتفهام واضحة؟

وركني متشح السواد كالمأتم

هنا يحق لي الارتجال أنا الآثمة دون سـتار

وأنا الآلام المباحة

ما أنا إلا تعجب ثقيل الظل

ولفحة قاتمة اللون

وما أنا إلا استسلام آخر..... وانهزام ذليل

أنا الوحدة القاتلة

أنا الجنون المدرك لخطورة العقل

وأنا الفقيه الأجدب الخالي من الإحسـاس

فانية أنا

معبودة العصور الأولى آلهة الحب والجمال

وأنت الطرف الأخر في كوني

الجزيرة المهجورة بدوني

أنا الألم والخيال

أنا اللوحة المرسومة من موائد عالم أول

أنا إحدى قوانين الطبيعة المظلمة

وأنت صورة القاعدة

كلما تزعزعت كلما زاد تصلبك

أنت الروح ...وأغنيتي المنشـودة

النشـوة... منك وقهر الضعف والقوة التي تتمناها

أنت الفرار

الهروب لا تعرف الاستسلام والضعف في زمن القرار

أنت الحاجة المرجوة

أنت الخروج عن النص

أنت من تغادر المقاعد الأولى

وتتفانى في عرض رجولتك

في زمن غلب فيه العقل على العضل

كم أنا ساذجة

زرعت الغيرة في أرض جرداء

وسهرت الأمسـيات

ولم ابحث سوى عن بلوغ الكمال لديك

ونحن إذ نبكي أنا ودمعي أنسى من أكون؟

ما أنا ألا تتمة لسلسلة البشرية

وللحاجة لك

أما أنت!

ففي بلادي كل صباح صباحك

في زوايا الدار

والأقبية الصغيرة

في أركان الطرقات

في السراديب والزقاق ....وفي اسـتقرار القمر وفوق السحاب

كم أرغب فيك لأجلي

عندما التقينا وسحر العينين والفرحة الثغر معك

تاهت كل حروفي

وتفككت حروف عباراتي

وعقلي الساذج لا يستوعب

ما قد حدث

كم رغبت بكفي النسيم الذي يلف صدري

في قسـوة الأنفاس

ووحشـة الحال

كم أرغب بالخلود عندك

وفي أوج رغبتي

كالبرق في ليل قاتم

تسأل سؤال؟

دون وجودي الحسي

صوت مسـلوب حتى الرمق

في غياب القرار

كم أرغب تقبيلك

فلا يكفي لسـتر عورتي

أو لرسـم صورة فارس آخر

أحبك ولا أجرؤ على لفظها

مكانها هنا

في القلب كالمحرمات العشـر في الإنجيل

لا شـك فيها

أنت خلاصي وحدك ملاذي الأخيرالحلم الآخر

يا أيقونتي

تراك تستغرب النداء؟

حينها يتصاعد دخانك الأبيض بالفؤاد

وعجزي المزعوم يمنعني عن الكلام

لإعلان رغبتي

في نحسي المتربص

ومرة أخرى في شـوارع مدينتي

أعجز في رسـم اللحظات

والخوف يبادر في الظهورأعجز حتى في رسـم معالم الحرف

فيّ شـوق لك

لكل ما تملك وما لا تملك

لأصوات نبضات قلبك تمزق مدينتي إلى أشـلاء

وأماكن حبي الأولى

والخريف داكن في احمرار

في نظرات الناس

لكل من فارقته ...أو تركني وحدي

في نحسي المحتم

كم أرتعب من النوم كي لا أنسـى

كي لا تفر مني كل الأماكن المتبقية لي

والأغنيات العفوية

كي لا أفقدك

كم أعيش لدنياك

وكم أحيا لأجلك

وأنت كما أنت

حبك بدائي

تجلس هناك في ركن هدوئك

تتلبس كل عواطفي الراغبة في تلبـسـك المحموم

وفي انتشاري ...تبعثرني حتى حدودك كلها