الاثنين، مايو ١٢، ٢٠٠٨

ذاك الفارس



كنت هناك جالسة في نفس المكان وعلى نفس الطاولة
مشغولة ولست مشغولة
وقهوة سوداء ودخان أرجيلة ومكان ليس به الكثير
أطالع أوراقي وأقلامي الجديدة .... ماذا يجول في خاطري الآن؟
وجدل بين أفكار ماكرة وأفكار حائرة
ويثير انتباهي من بعيد
وقع أقدام مثقله
جلس أمامي وأخذ يراقبني بعيون جامدة
كأنه يتفحص ....... ليخاطبني
انفعلت ... لكن لن أهتم لأمره
بين لحظة وأخرى أجده على نفس تلك النظرات والابتسامة تشرق على وجهه
دققت من باب الفضول في ملامحه
سبحان من أبدع
وجه صبوح يشرق بالنور
ذقن سوداء مرسومة كرسم فنان
عيون سبحان من أبدعها عسلية يقطر منها الحسن والجمال
شفاه ..............
جسد ضخم مشعر كمقاتل مقدوني
ولون لفح الشمس واضح عليه
يداه جبارتان يملئها شعر حالك السواد
أخذ يشرب القهوة أمامي يشربها ومع كل رشفة يرتشفها يدق قلبي
نظرت له ... حدقت به
وجدته غير مبال لي وكأني لا أعني شيئا له
زاد إصراري لمعرفته
قد يكون فضولي قاتلي لكني تكلمت بدخلي عنه
راودتني أفكار تكاد تمزقني من لهفتي لمعرفته
جلست أحدق وأحدق بذاك الفارس الآتي من قصص الخرافات
كأني قرأته أو قرأت أجزاء منه
واخرج سيجارا وصار يدخن
ومع كل دخان يحرق شيئا في
وإذ به يتناول سماعات لسماع أغنية له وحده
وها هو يتناغم مع الألحان تارة يمينا وتارة شمال
وأنا ذبت به يمينا وذبت به شمال
تملكني شيء من الغرور والفضول
من يكون هذا الفارس
ثم قام من مكانه وطلب فاتورة المقهى
لم يقرأها
فخاطب النادل هامسا
ثم أعطى النادل الحساب
غادر كم تقت أن ينظر خلفه كي يرتاح غروري
لكنه لم يفعل ولن يفعل
غادر بدون جواب وترك سؤالا مكتوما بقلبي
من يكون ذاك الفارس
غروري وفضولي دفعاني للسؤال
سألت النادل
من يكون ذاك؟
أجاب.........................................
صعقني الجواب
كان أعمى وحيد حزين
فتسارعت دموعي وخفت قلبي وتلاشت أفكاري الماكرة

فتركت المكان بسكوت ورذاذ المطر قد انتهى وفكرة عاشت في
فارس أعمى

ليست هناك تعليقات: