أعصرُ خمرا ما تبقى من
دمي للواردين انهلوا
من خلجات ِ الريح ِ المارقةِ على مدنِ الجدب
ْبين مدينتي وبينهم جرحٌ وثأرُ داحس ٍ والغبراء وشهقاتُ قابيل ٍ
تصحو شرشحات ٍ مخنوقة ٍ في الحلقْ
لكنهم لم يسمعوا ذاكَ الصوتْ " ما أتعسها ليالي الخصبْ "
أمازالوا يتوسدونَ فحولة َ قريش ٍ وحكمة َأبي لهبْ!؟
يعبّون و يكرعون من دمي للأمس ِلكنهم لا يسكرونَ كالغدْ
ولا يتطايرُ بعقولهم مثلي وجعُ الحمائم
ِوجنونُ الوالهينَ المزهوق ِ في ترتيلةِ العشق ِوأبجديةِ الضياع
لا يسكرونَ لينتشوا بتأويل ِ رؤياهم
لا ليستْ أطغاث َ أحلام
ٍولا وجعَ ممات
ٍتلك نشوة ُ المخاض
ِياليتهم ذاقوا طراوة َ التجلي ونشوة َ الغرام
لم تكُ تلك الحورُ المتساقطة ُهناك
سُــدىً ونزقا من غير شهادة
إنـّها الريح ُمرتدة ً على ألـِفهم المتسمرة ِ في كرسي المماتِ
إنـّها الريحُ المخبأة ُ للمستضعفينَ المنسيين َ في لغةِ الخطابِ
إنـّها فارسُ التاء ِ المكسورة ِ الجناحين
ِالموسومةِ بالخنوع ِالمتسربلةِ بين الحائطِ والحفاة
أعصرُ أكثرَ و ُأكثـّرُ لهم
أمزجُ خمري بدماء ِ الكناية ِ
وتوريةِ الليل ِليرتدَّ السهمُ ظلما إلى نحري
فأعصرُ أكثرَ خمرا وخمرا
يتدفقُ من أوداجي الأقحوانُ
فأغسلُ حرارة َالشمس ِوأذبحُ لهم ولائمَ الفجر
ِأسكبُ نهرا من لبن ٍ وخمر
ٍوأخلط ُ دمي بالعسل ِ الشرقي وبرائحة ِالقرنفل ِ الغربي
وادعوهم لمائدة ِ الشمس ِفلا يلبونَ ولا يسكرونَ
مثلَ دمي يظل ُينزفُ في غواية ِ فجرهم يظلُ ينزفُ ولا ممات!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق