الثلاثاء، أكتوبر ٢٨، ٢٠٠٨

ليس معي ... سواك



أسافر مع أسراب الطيور
أهاجر مع بداية فصل الشتاء
أسافر وابحث عنك
عن دفئ فقدته
عن حضنك ، عن حبك
احلق مع الطيور المهاجرة
أجوب بلاد الصمت
انزل في بلاد العجائب
حافية القدمين ، رثة الثياب
وعلى شفتي جرح ، أدماه الزمان
أبحث عن فتات حُبْ
لأشبع قلبي المسروق
ولأطفئ عطش تلك العواطف
واسحب من قلبي ذاك الخنجر
آه منك .... يا زمن الجوع
يا زمان ذرف الدموع

متى سيعود ؟
كي استقر بين يديه
كي أحط في ساحته
سأبقى طائراً مهاجر
حتى يعود ؟
سأبقى في الظلام ، انظر بعضاً من شموعك تنير لي الطريق

متى ستعود ؟؟؟
سأمضي أعد الليالي والأيام
سأستمر بالبحث عنك
أتأملك في ضوء القمر
وأمواج البحر
وهدوء الليل
وغفوة البشر
وعصف الرياح
وحفيف الأوراق
وقطرات المطر
وأراك مع بزوغ الفجر
تتسلل عبر نافذتي
تطبع قبلة على جبهتي
حتى تعود ؟
أنت الحياة ، وأنت الأمل
فماذا افعل بدموع قطرت ، وقلب انفطر ، وحزنا كاد يقتلني

لم يبق لي غيرك أنت ... أيها القمر.
فلعلي أراك في نورك
ولعله يراني في نورك
فليس لي سواك أيها القمر
تبدد ظلامي ، وتزرع الأمل في قلبي
فانشر ضياءك على وجهه
فاني أعلم بأنه يناجيك

أخبره عني ! وطمئنه عني
وقص عليه بحور دمعي
وأخبرني ... يا قمر
متى سيعود ؟

الثلاثاء، أكتوبر ٢١، ٢٠٠٨

ما يوجد تحت الكلام؟!



نحاول أن نعيد حساب الأمس

فسرعان ما تسقط أوراق العمر ، ولن تعود من جديد .. متلونة هي أوراقه ربح وخسارة
ومع كل فصل ربيع جديد في حياتنا سوف تنبت أوراق أخرى
فانظر إلى أوراق عمري ، كيف تتجدد ، لا تذبل
دع عنك ما وجدت على الأرض ، فقد صار منسيا ولا يعني شيئا
إن كنت في الأمس منسية فها أنا الآن بين يديك
وان كان اليوم يجمع أوراقي ويرحل فلك الغد ... لا تحزن على الأمس فلن يعود بنا
ولا اليوم فهو أيضا ... راحل

قد نعتاد على شيء حتى يصبح جزءا منا ونغدو جزءا منه
وقد نتعود على لون ... يفقدنا القدرة على رؤية غيره من ... الألوان
اللون الأسود ... جميل
لكن اللون الأبيض ... أجمل منه
لون السماء ... قد يحرك عند البعض منا المشاعر والخيال
كصفاء زرقته في فصل الربيع
فابحث عن الصفاء ... لحظة
وابحث عن الوفاء ... طول العمر
وتمسك بخيوط الأمل ... وان كانت بعيد والطريق إليها شاق ومتعب
ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيامك .... لأشياء انتهى وقتها وضاعت مع الزمن
إن لم تجد من يسعدك ... حاول أن تسعد نفسك
وإذا لم تجد من ينير لك قنديلك ... فلا تبحث عن آخر ... أطفأه
وان لم تجد من يغرس سنبلة في أيامك
فلا تبحث على من غرس سهما في قلبك
أحيانا ... يغمرنا الحزن حتى نعتاد عليه كي ننسى
غير أن في الحياة أشياء كثيرة يمكنها أن تسعدنا
وحولنا وجوها ... يمكنها في عتمة أيامنا أن تضيء لنا القنديل

فابحث عن قلب يمنحك النور من عنده
فابحث عن قلب كقلبي ينبض فقط من أجلك

لا تبخل بعمرك من أجل إحساس صادق وقلب يحتويك
ولا تهبه لحظة ... من أجل حبيب هارب

لا تسافر إلى الصحارى بحثا عن أزهار جميلة
فلن تجد هناك ... غير أعجاز نخل مر عليها الزمان وطحنتها السنون
لا تنظر إلى الأوراق فقد تغير لونها
وبهتت حروفها وتاهت سطورها بين ألف وياء
ستكتشف الآن أن هذه السطور ... ليست أجمل ما كتب
ولن تكون آخر ما ستكتب
فهي سطور كتبت من أجلك ولم تكن مجرد كلام عابر
لكنها نبض قلب حرفا بعد حرفلا تبحث كثيرا .... فلا يوجد تحت الكلمات كلام

الأربعاء، أكتوبر ٠٨، ٢٠٠٨

قصة ... قصيرة


كل يوم جديد ...
تُولد خاطرةٌ وتنتهي كخاطرةٍ في يوم سابقْ..
أيام تتكرر ، تتجول دونما جديد أو تجديد.
هذا هو شأنها منذ فجر الخليقة ، صراع بين حاضر وماضي...
أصوات تعلو وأصوات تخبو ، إلى أين؟ .... لا ندري!
غرائز تتعاقب ، تتناحر بين هذا وذاك ... بين نعم و لا ...
تجول في بالي ، تساؤلات وخواطر ... القليل من هذا والكثير من ذاك !!
بين اليوم والأمس القريب ... بين خبر كان وأخبار ... بين قلب وعقل
أعود إلى مطلع كتاباتي ، كلماتي ... إلى سطورٍ وقفت هناك ... فوق أطلال العبارات وشواهد الحروف .... وما هي إلا غرائز لا علاقة لها بالجُمل ... ولا بالوقت
قد تكون هي طبيعتنا نُقلل و نزيدْ.... تناقض و تنافر ...نقدم ونؤخر
أو قد يكون الموجب سالب والسالب موجب
ليست هي سوى .... خواطر
وِحدةٌ .... تغرقُ في منتصفِ الكلامْ
أجمعُ النقاطََ على الحروفْ
ارتبُ العبارات .... أجمعُ الكلماتْ
أطالِعُكَ ... في سطوري
أتفقدُكَ ... بين الجمل
أراكَ .... هناكْ ، مختبئاً في حروف اسمكْ.
أحاولُ فك رموز ... رحيلك
أحاولُ ، وأحاولُ ... دون جدوى ، فقد صار رحيلكَ .... واقعاً
تركت نفسي هنا معك .... في سطوري
أخذتُ بعضاً منك ... معي ، وأخذتَ بعضاً مني ... معك
أنا أعلم أني اخترت بداية الطريق ... إليكْ
حررت مشاعري ... وأعدْتُ حساباتي
ليس ملل ... ولا تقلب مزاج
إنه قرارٌ اتخذته ... وسرتُ على دربه
درب لعنة ، أم درب خواطر جديد
افتعلت اللامبالاة .... أخفيتُ ملامحاً قد تظهر، لعبت دور البطولة
أدّعيت البطولةَ ... وأنا قصةٌ قصيرة
أدّعيت القوة ... وأنا صمتٌ تائه لم يجد مساره ... بعد
تركتُ آثاراً هنا وأيضا هناك لكن ... مع الوقت اختفت
ليعلم كل من نظرَ من زاويتي
ليعلم كل من نظرَ في صفحتي هذه....
إن الحب لا يصنع السعادة للآخرين ، بل أنت من تصنع السعادة ...
مررت بالكثير ، قرأت وقرأت العديد من القصص ، التقيت بأبطالها ... حتى أني حاورتهم ، لا بل جادلتهم .... لكنهم كانوا كالماء ينساب من بين أصابعي ، لا استطيع التحكم بهم ...
لهذا تركتهم ، ورحلت
رحلت مع الزمان ، عند ذاك المكان حين لعبت دوري في قصتي ، سوف أسير فيه سأمشي بدربي ساعة بساعة ... حتى تنتهي القصة