أقلبُ صفحاتي
أقرؤها بتمعنٍ
أنغمسُ في طقوسها وتفاصيلها
أحاورُ شخوصها وأبطالها
أتوقفُ عند صفحاتها الأخيرة
أعيدُ قراءتها مرات ومرات
أسافر في عهدكِ
فأكتشفُ أن لا شيء في حكايتي يشبهك أنت
أقلب أحاسيس القلب
أستحضر وجوهاً مرت بهذا القلب
أفتش بين أكوام الأحاسيس المختلفة
أزيل الغبار عن مشاعر كانت مشتعلة في قلبي يوما
فلا ألمح سوى حنيني إليك
ولا يجيبني سوى شوقي لعينيك
فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت
أقلب أكوام همومي
أعبث بهمومٍ انطفأتْ منذ زمن
أضيئها كالمصابيح
أعيدها إلى الاشتعال
واقلب أحزان قلبي عن أحزان قتلتني وأحزان شوهت زوايا الفرح بي
فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت
أقلب صناديق أحلامي
أصافح حلما عاش في خيالي
وأقبل وجنة حلم نما كالجنين في دمي
وأمسح جبين حلم يتكئ في داخلي على عصاه كالشيخ المسن
وأمد يدي إلى حلم يستند إلى جدارالقلب كالمهزوم
وأجمع شتات حلم مبعثر بجنون
وأعاود الطيران مع حلم اعتدت الطيران فوق جناحيه إليك
فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت
أقلب جيوب الليالي
أفتش في معطف مساء اعتاد أن يهديك لي
وأعاتب مساء كان يهديني غيابك
واستحضر مساء كان يأتي بك
وأشطب مساء كان يأتي خالي اليدين منك
وأسترحم مساء يأتي متضخما بالحنين إليك
وأتجاهل مساء يلحُّ بالسؤال عنك
وأبكي في حضرة مساء مضى بك ولم يعد
فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت
أقلب دفاتر العمر
أقرأ عناوين الأيام
وأترجم حروف الليالي
وأفسر طلاسم الحزن
وأبرر غياب الفرح
وأرسم صورتك فوق الغلاف
وأضع اسمك عنوانا للعمر الجميل
وأقرؤك قبل النوم حكاية
وأقرؤك بعد النوم حلما
فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهك أنت
لن أسألك
لماذا لا يشبهك شيء ؟
وحدي من يملكُ الإجابة
ربما..
لأني وحدي اعلم من أمر وجودكِ بي ما لا يعلمه سواي
كم ! يرعبني المساء
حين يأتي .. ولا تأتي
ويقتلني المساء
حين تأتي... ولا تأتي